للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلَاثٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ-الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ-وَالدَّيُّوثُ» (١)

والديوث: هو الذي يرضى الخبث في أهل بيته، فهؤلاء أصناف بيَّنت السنة أن لهم هذه العقوبة، وهم من عصاة المؤمنين. فأقْبِلْ أيها المؤمن على التوبة إلى الله -جل وعلا- قبل الممات حتى لا تأتي في ذلك اليوم، فتقف موقف الذُّلُّ والمهانة، نسأل الله السلامة.

المكثرون هم المقِلُّون إلا من أدَّى حق المال:

كذلك من هؤلاء أولئك الذين يمُنُّ الله -عز وجل- عليهم بالمال والنعمة، فيركنون إلى الدنيا، ويُكثِرُون من التمتع بنعيمها على حساب دينهم، وفي أمثالهم يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا» (٢).

من أخذ أرضًا بغير حق:

في مسند الإمام أحمد عن يعلى بن مرة أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ» (٣)

فتصوَّرْ أنَّ من الناس من يحشر يوم القيامة ويُكلَّف بنقل ما أخذه في الدنيا ظلمًا وعدوانًا يُكلَّف بنقل ترابها. وبه فسر بعض العلماء ما في الصحيحين: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» (٤).

ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَخَذَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ» (٥).


(١) أخرجه أحمد (٦١٨٠) واللفظ له، والنسائي (٢٥٦٢)، والحاكم (٢٤٤).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٤٣)، ومسلم (٩٤) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه أحمد (١٧٥٦٩) وهو في السلسلة الصحيحة (٢٤٠)
(٤) أخرجه البخاري (٢٤٥٢)، ومسلم (١٦١٠) من حديث سعيد بن زيد -رضي الله عنه-.
(٥) أخرجه البخاري (٢٤٥٤) من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.

<<  <  ج: ص:  >  >>