للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١)} [يونس] فإذًا هم يقِرُّون.

إذًا ما الذي كذَّبُوا الأنبياءَ فيه؟ هو أنهم دعوا إلى إفراد الله -جل وعلا- في العبادة. كما قال ربنا -سبحانه وتعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء]. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]

واختلفت عبارات العلماء في بيان معنى الطاغوت -وهي متفقة المعنى-:

[تفسير الطاغوت]

فعَنْ حَسَّانَ بْنِ فَائِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: " الطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ" (١)

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما-: وَسُئِلَ عَنِ الطَّوَاغِيتِ الَّتِي كَانُوا يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «كَانَ فِي جُهَيْنَةَ وَاحِدٌ، وَفِي أَسْلَمَ وَاحِدٌ، وَفِي كُلِّ حَيٍّ وَاحِدٌ، وَهِيَ كُهَّانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهَا الشَّيْطَانُ» (٢)

وقال ابن وهب: قال لي مالك: الطاغوت ما يعبد من دون الله. (٣)


(١) علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، ووصله سعيد بن منصور (٢٥٣٤) والطبري (٩٧٦٦/ ط شاكر) بسند صحيح عن أبي إسحاق، عن حسان به. وجاء تصريح أبي إسحاق بالسماع في بعض طرقه، وممن رواه عنه شعبة أيضا، وهو لا يروي عن أبي إسحاق إلا ما لم يدلسه. وحسان بن فائد روى عنه أبو إسحق السبيعي وحده وقال أبو حاتم: "شيخ"، وقال البخاري يعد في الكوفيين. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال الحافظ في الإصابة له إدراك. وقال في الفتح: إسناده قوي وقد وقع التصريح بسماع أبي إسحاق له من حسان، وسماع حسان من عمر في رواية رسته ا. هـ يعني عبد الرحمن بن عمر الملقب رسته في "كتاب الإيمان".
(٢) علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم ووصله الطبري (٤/ ٥٥٨/ ط هجر) قال حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: فذكره. وشيخ الطبري القاسم هو القاسم بن الحسن، قال الشيخ أكرم زيادة في "معجم شيوخ الطبري": من الحادية عشرة، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة، ولم يعرفه الشيخ شاكر قبلي ا. هـ وشيخه الحسين هو ابن داود الملقب سنيد، وهو ضعيف. والأثر رواه ابن أبي حاتم (٥٤٥٢) قال: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الطَّوَاغِيتِ، قَالَ: هُمْ كُهَّانٌ تَنْزِلُ عَلَيْهِمُ شَيَاطِينُ. وهذا إسناد حسن، إسحاق بن الضيف قال أبو حاتم صدوق، وباقي رجاله ثقات.
(٣) الجامع لابن وهب (٣/ ٣٦٣/ ط دار البر).

<<  <  ج: ص:  >  >>