للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أول الرسل نوح -عليها السلام- وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-]

وأولُهُمْ نوحٌ -عليها السلام-؛ وآخِرُهُم محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- وهو خاتمُ النَّبيينَ كما قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: ١٦٣]

وقال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٤٠)} [الأحزاب]

[الفرق بين النبي والرسول]

وقد ذكر العلماء من مسائل هذا الباب التفريق أو الفرق بين النبي والرسول، وإن كانت هذه المسألة ليست من المسائل التي ينبني عليها عملٌ إلا أن العلماء ذكروا أن هناك فرقًا بين النبي والرسول، وهذا على الصحيح من الأقوال، فمن العلماء من لا يفرق، ولكن الصواب أن هناك فرقًا بين النبي والرسول.

واختلف العلماء في تعيين الفرق بينهما: فقيل:

١ - إن النبي والرسول كلاهما يوحى إليه بالوحي إلا أن الرسول أمره الله بالتبليغ، والنبي لم يؤمر بالتبليغ، وقد ذهب إلى هذا القول كثيرٌ من العلماء.

فإن قيل: فإن كان لا يؤمر بالتبليغ أليس في ذلك كتمانٌ للعلم؟

فالجواب: أن المقصود أنه لم يؤمر بالتبليغ أي: لم يُوجَب عليه، لكنه لم يُنْهَ عن الدعوة.

٢ - ومن أهل العلم من يقول: كلاهما -النبي والرسول- أُوحِيَ إليه، وكلاهما مأمور بالبلاغ إلا أنَّ الرسول معه كتاب من عند الله.

٣ - ومنهم من يقول: الرسول ينزل عليه كتاب أو يأتيه ملك، والنبي من يُوحَى إليه أو يكون تبعًا لرسول آخر.

والأقوال في التفريق بينهما كثيرة، لكن من أقرب هذه الأقوال قولُ من قال:

٤ - إن النبي والرسول: يشتركان في أنَّ كليهما يُوحَى إليه كما قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: ١٦٣] فأخبر الله أنَّ الأنبياء يُوحَى إليهم فكذلك الأنبياء والرسل يوحى إليهم، ويشتركان أيضًا في أن النبي والرسول مأموران

<<  <  ج: ص:  >  >>