للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-عز وجل- من النار». وقال رجل متهم برأي الخوارج يقال له هَارُونَ أَبُو مُوسَى أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هارون: ما هذا الذي تحدث به أبا عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ! فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ (١).

[كلمة مهمة للإمام البيهقي]

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ -رحمه الله-: … وَقَدْ ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَا هَهُنَا، وَفِي كِتَابِ الْبَعْثِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ بِذُنُوبِهِ غَيْرَ أَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي يَبْقَى فِيهَا غَيْرُ مَعْلُومٍ، وَالَّذِي تَلْحَقُهُ الشَّفَاعَةُ ابْتِدَاءً حَتَّى لَا يُعَذَّبَ أَصْلًا غَيْرُ مَعْلُومٍ، فَالذَّنْبُ خَطَرُهُ عَظِيمٌ، وَشَأْنُهُ جَسِيمٌ، وَرَبُّنَا غَفُورٌ رَحِيمٌ عِقَابَهُ شَدِيدٌ أَلِيمٌ ا. هـ (٢)

[أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أول الأمم دخولا الجنة]

وأوَّلُ من يدخل الجنة من الأمم أمَّتُه -صلى الله عليه وسلم- فنحن كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» (٣). أي: الآخرون زمنًا المتأخرون وقتًا لكننا الأوَّلون السابقون يوم القيامة، وهذا من تكرمة الله -عز وجل- لهذه الأمة.

وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ» (٤) فثُلُثَا أهل الجنة من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

[رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أول شافع]

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا»،

وفي رواية: «أَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ»،


(١) المطالب العالية (٤٥٦٠) وانظر أيضا: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٢٠٤٨) وشعب الإيمان للبيهقي (٣١٩) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ت بشار (١٤/ ٧٥/ ٤٠٩٩)
(٢) شعب الإيمان (١/ ٥٠٦)
(٣) رواه في مسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٤) سيأتي تخريجه في الجزء السابع مبحث "هذه الأمة هي أكثر أهل الجنة (ح: ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>