للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ظلمة النار وشدة سوادها]

روى الإمام مالك بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: «أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ، لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ وَالْقَارُ الزِّفْتُ» (١) وله حكم الرفع كما قال ابن عبد البر (٢).

وفي سنن الترمذي (٢٥٩١) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -مرفوعا وموقوفا- قَالَ: «أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ» وإسناده ضعيف (٣).

وروى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن أبي ظَبْيانَ عَنْ سَلْمانَ الفاَرِسي -رضي الله عنه- قال: «النَّارُ سوداءُ مُظلمة، لا يُضيءُ جَمرُها، ولا يُضِيءُ لَهبُها (٤)؛ ثم قرأ: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٢٢)} [الحج: ٢٢]» (٥)


(١) مالك ت عبد الباقي (٢/ ٩٩٤) رقم (٢)
(٢) الاستذكار (٨/ ٥٩٣)
(٣) سنن الترمذي (٢٥٩١) وفي إسناده موقوفا ومرفوعا شريك بن عبد الله النخعي وهو ضعيف. وانظر: السلسلة الضعيفة (١٣٠٥).
(٤) في رواية ابن أبي شيبة وهناد «وَلَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا»
(٥) سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير ٦ - ٨ ط الألوكة» (١٤٧٣) ومصنف ابن أبي شيبة ط القبلة (١٨/ ٤٨٢) رقم (٣٥٢٥٧) ورواه ابن المبارك في الزهد (٢/ ٨٨)، وهناد في الزهد (٢٤٨) وابن أبي الدنيا في صفة النار (١٩) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣٤٥٩) والبيهقي في البعث والنشور ت حيدر (٥٧٥) وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين. وفيه نظر: فإن أبا ظبيان راويه عن سلمان ليس له رواية في الصحيحين عن سلمان. وقد اختلف في سماعه من سلمان، وأثبت البخاري في التاريخ سماعه من سلمان وعلي. انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٣ ت المعلمي). وقال الترمذي في سننه (٥/ ٧٢٣): سمعت محمد بن إسماعيل- يعني البخاري-، يقول: أبو ظبيان لم يدرك سلمان، مات سلمان قبل علي ا. هـ وسئل الدارقطني ألقى أبو ظبيان عمر و عليا؟ قال: نعم ا. هـ وفي جامع التحصيل (ص: ١٦٦): قال أحمد بن حنبل كان شعبة ينكر أن يكون أبو ظبيان سمع من سلمان يعني الفارسي -رضي الله عنه- وقال أبو حاتم قد أدرك ابن مسعود ولا أظنه سمع منه والذي يثبت له ابن عباس وجرير بن عبد الله ولا تبين لي سماعه من علي -رضي الله عنهم- ا. هـ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (٤/ ٣٦٣): يروي عن: عمر، وعلي، وحذيفة، والظاهر أن ذلك ليس بمتصل ا. هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>