للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ» (١).

قوله: «وَالسَّاعَةُ حَقٌّ» أي: يوم القيامة.

وأصل الساعة -كما سيأتي-: القطعةُ من الزمان.

قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "وإطلاقُ اسم الحق على ما ذُكِرَ من الأمور معناه: أنه لا بُدَّ من كونها وأنها مما يجب أن يُصدَّق بها، وتكرارُ لفظِ «حَقٌّ» للمبالغة في التأكيد" (٢).

[علم الساعة من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله]

قال -جل وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} [لقمان: ٣٤]

وفي الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ، وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ» (٣). فالناس يتساءلون من قديم، ويسألون أنبياءهم عن الساعة ومتى قيامها، والقرآن يُبيِّنُ أن ذلك من علم الغيب.

[الساعة قريبة]

وإذا عرفنا ذلك فقد جاء البيانُ في كتاب الله أن الساعة قريب

قال: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)} [الأنبياء]

وقال -جل وعلا-: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)} [القمر] أي: دَنَتِ الساعة التي تقوم فيها القيامة. كما قال -جل وعلا-: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل]

وكما في الآية السابقة {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء]

وقال -جل وعلا-: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)} [المعارج]


(١) البخاري (١١٢٠)، ومسلم (٢٧١٧).
(٢) فتح الباري (٣/ ٤).
(٣) رواه البخاري (٤٦٩٧) واللفظ له، وهو في مسلم (٩) جزء من حديث جبريل -عليها السلام-.

<<  <  ج: ص:  >  >>