للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العيون في الجنة]

وفي الجنة عيونٌ كثيرةٌ مختلفةُ الطعوم والمشارب:

قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: ٤٥، الذاريات: ١٥]

وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢)} [الدخان]، وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١)} [المرسلات]

ويقول سبحانه: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (٥٠)} [الرحمن].

ويقول في الجنتين دونهما: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦)} [الرحمن].

ومن تلك العيون: عينُ الكافور: قال الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦)} [الإنسان]. أي: يشربونها خالصًة.

ومن تلك العيون: عينُ التسنيم: قال الله: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)} [المطففين]. ومن عيون الجنة: السلسبيلُ: كما قال تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨)} [الإنسان].

قال أبو الفرج ابن الجوزي -رحمه الله-: فأما العيون، فهي عيون الماء، والخمر، والسلسبيل، والتسنيم، وغير ذلك مما ذُكر أنه من شراب الجنة ا. هـ (١)

وقال القرطبي -رحمه الله-: هِيَ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ: مَاءٌ وَخَمْرٌ وَلَبَنٌ وَعَسَلٌ ا. هـ (٢)

وقال فخر الدين الرازي -رحمه الله-: يحتمل أن يكون المراد منها -الأنهار الأربعة- ويحتمل أن يكون المراد من هذه العيون ينابيع مغايرة لتلك الأنهار ا. هـ (٣)


(١) زاد المسير في علم التفسير (٢/ ٥٣٥)
(٢) تفسير القرطبي (١٠/ ٣٢)
(٣) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (١٩/ ١٤٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>