حسناتُه وسيئاتُه؛ فإنه لا حسنات لهم، ولكن تُعَدُّ أعمالُهم وتحصى، فيُوقَفون عليها، ويُقرَّرُون بها، ويُجزَون بها" (١).
[الحساب العسير]
الحساب يشمل كلَّ شيء عَمِلَه الإنسانُ، والحسابُ منه العسير، ومنه اليسير، فمنه ما هو تكريم، ومنه ما هو توبيخ وتبكيت، ومنه ما هو فضل وصفح، ومنه ما هو غير ذلك. والمتولِّي للحساب هو أكرم الأكرمين صاحب الحق والعدل ربُّنا. يقول الله سبحانه: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩)} [الزمر].
فتأمل مشهد الحساب يوم القيامة حين يأتي اللهُ سبحانه إتيانًا يليق بجلالته وعظمته، لفصل القضاء: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر] فيجيئ الله لفصل القضاء وللحساب، فالله هو المحاسِب، وهو الحكم العدل، قيُّومُ السماوات والأرض، يقول -جل وعلا-: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠)} [البقرة].
فنؤمن بأن الله يأتي إتيانًا يليق بجلالته وعظمته؛ فهو حقٌّ كما أخبر عن نفسه ولا نُؤَوِّله ولا نُحرِّفُه ولا نكذِّبُ به؛ فالله -عز وجل- قد نَصَّ في كتابه على إتيانه ومجيئه لفصل القضاء يوم القيامة.
والحساب يوم القيامة كما قال -جل وعلا-: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)} [الكهف] فكلُّ صغير وكبير سيلقاه الإنسانُ يوم القيامة، -نسأل اللهَ السَّلامة والعافية-.