للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دعوة شعيب -عليها السلام- إلى التوحيد]

وذكر الله أيضًا بعد ذلك قصةَ لوط -عليها السلام- وقصةَ شعيب -عليها السلام-، قال شعيب لقومه: {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: ٨٥].

[دعوة لوط -عليها السلام- إلى التوحيد]

وهكذا دعا لوطٌ قومَه إلى توحيد الله، وحذَّرهم من البَلِيَّة التي كانوا واقعين فيها مع الشرك وهي فعل الفاحشة العظيمة! نسأل الله السلامة والعافية، وهكذا ما من نبي بعثه الله -جل وعلا- إلى قومه إلا ودعا قومه إلى إفراد الله -جل وعلا- بالعبادة.

[الأمر لنبينا -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى التوحيد]

ففي فاتحة سورة هود -عليها السلام- يقول سبحانه: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢)} [هود] إنها دعوةٌ واحدةٌ.

[دعوة يوسف -عليها السلام- إلى التوحيد]

وتأملوا أيضًا قصةَ نبي الله ورسوله يوسف -عليها السلام- حين أُدخِل السجن، وهو مظلوم -عليها السلام-، إِلَامَ دعا هناك؟ دعاهم إلى توحيد الله -جل وعلا- قال الله -جل وعلا- في ذكر دعوته لما قال للرجلين: {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٧) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨) يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}. فسبحان الله! وهو في السجن ومع الظلم الذي وقع عليه، فإنه مأمور من ربه -جل وعلا- أن يدعو إلى توحيد الله. إنه النبيُّ الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريم؛ نبيُّ الله يوسفُ ابنُ نبيِّ الله يعقوبَ ابن نبي الله إسحاقَ ابنِ خليل الله إبراهيم -عليهم السلام- يدعو إلى توحيد الله. فما دعا وهو في سجنه مظلومًا إلى التهييج ولا إلى السياسات، ولا انطلق من مبدأ الثأر، وإنما دعا إلى التوحيد، ونبذ الشرك مؤكِّدًا دعوته {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} ومفسِّرًا ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>