للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل أن نشير إلى بعض هذه العلامات نريد أن نتكلم عن مسألتين مُهِمَّتَين:

[أهمية الإيمان بأشراط الساعة]

المسألة الأولى: ما يتعلق بأهمية الإيمان بأشراط الساعة. يقول الله -جل وعلا-: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: ١٨] والمعنى كما يقول المفسرون: "جاء هؤلاء الكافرين بالله الساعةُ وأدِلَّتُها ومقدِّماتُها" (١).

فالإيمان بأشراط الساعة هو من الإيمان باليوم الآخر الذي هو أصلٌ من أصول الإيمان، وركنٌ من أركان الإيمان، فلا يكون المؤمنُ مؤمنًا باليوم الآخر حقًّا حتى يؤمن بما جاءنا في ديننا وبما صحَّ من هذه الأخبار؛ فإنَّ هذا يُثبِّتُ الإنسانَ ويزيدُه إيمانًا وحرصًا. والإيمان بأشراط الساعة يتعلق بالإيمان باليوم الآخر؛ لأنَّ هذه الأشراط هي مقدِّمات وعلامات لذلك اليوم.

[والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها]

تنبيهُ الناس عن رقدتهم، وحَثُّهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة؛ كي لا يباغتوا بالحَوْل بينهم وبين تدارك ما فرطوا فيه. فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانفطموا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها،

وتلك الأشراطُ علامةٌ لانتهاء الدنيا وانقضائها (٢).

يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "والحكمةُ في تقديم الأشراط إيقاظُ الغافلين وحثُّهم على التوبة والاستعداد" (٣). وبهذا يتبين لنا ما يتعلق بأهمية الإيمان بأشراط الساعة.

[من ثمرات الإيمان بأشراط الساعة]

١ - أنَّ فيه تحقيقًا للإيمان بالله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه تصديق بالله وتصديق برسوله -صلى الله عليه وسلم-.

٢ - وفيه تحقيقٌ للإيمان باليوم الآخر،

٣ - وهو أيضًا من الإيمان بالغيب الذي وصف الله -عز وجل- عباده المؤمنين بأنهم يؤمنون


(١) ينظر: تفسير الطبري (٢١/ ٢٠٦).
(٢) ينظر: التذكرة للقرطبي (ص ١٢١٧).
(٣) فتح الباري (١١/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>