للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كفر من لا يؤمن باليوم الآخر]

يقول ربنا في كتابه الكريم مبيِّنًا كُفْرَ من لم يؤمن بهذا اليوم: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)} [النساء]

فالإيمان به واجب على جهة الإجمال وعلى جهة التفصيل فيما ثبت عند المكلَّف مما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

ويقول الله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧].

ما يتضمَّنُه الإيمان باليوم الآخر:

والإيمان باليوم الآخر الذي هو الإيمان بالقيامة يتضمن ثلاثة أمور:

الأمر الأول: الإيمانُ بأشراط الساعة التي هي من مقدِّمات هذا اليوم العظيم.

والأمر الثاني: الإيمان بالبرزخ وما يجري فيه من عذاب ونعيم وكلِّ ما أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يقع من سؤال الميت وفتنته في قبره ونحو ذلك مما هو من أمور الغيب منذ أن يموت الإنسان وحتى يدخل قبره وحتى يبعث يوم القيامة كلُّ هذا من الغيب الذي يدخل في الإيمان باليوم الآخر؛ فـ «الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ» كما في الحديث. (١)

الأمر الثالث: الإيمانُ بالنفخ في الصور ثم البعث والجزاء والحساب وما يكون في يوم القيامة.

فالإيمان باليوم الآخر إذًا يتضمَّنُ الإيمانَ بهذه الأمور الثلاثة.

وكلُّ أمرٍ منها تندرج تحته جملةٌ من المسائل العظيمة التي سنجتهد في المرور عليها -إن شاء الله-، على جهة الاختصار بدءًا من مجلسنا هذا ثم المجالس القادمة بإذن الله.

[من ثمرات الإيمان باليوم الآخر]

الإيمانُ باليوم الآخر له ثمراتٌ جليلة. فمن ذلك:

١ - حَثُّ العبد على فعل الطاعات والمسابقة في الخيرات رغبةً في الثواب الكائن في ذلك اليوم العظيم، فيجتهد المؤمن في عمل الطاعة وفيما أمره الله -عز وجل- به، وهو يتذكَّر أنَّ هناك يومًا عظيمًا هو يوم الجزاء، وهو يومٌ يكون فيه عظيم الثواب عند الله -جل وعلا-.


(١) رواه أحمد (٤٥٤٠)، والترمذي (٢٣٠٨)، وابن ماجه (٤٢٦٧) من حديث عثمان -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>