للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبرنا ربنا -جل وعلا- أنهم يحشرون إلى أرض المحشر بهذه الصفة: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)} [يس: ٥٢].

ويقول ربنا -جل وعلا-: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤)} [ق] {سِرَاعًا} سراعًا: جَمْعُ سريع أي: يخرجون من قبورهم إلى أرض المحشر سراعًا.

وقال تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣)} [المعارج: ٤٣] {يُوفِضُونَ} أي: يسرعون، والنُّصُب: جمع نَصْبٍ، وهو الصنم.

[خشعا أبصارهم سراعا]

وقال تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} [القمر] أي: مسرعين مادِّين أعناقهم. فانظروا كيف يُقبِل الناس إلى المحشر لا اختيار لهم في ذلك، يسمعون الداعي، فيقبلون إلى أرض المحشر كأنهم جراد منتشر!!

[الملائكة تسوقهم إلى المحشر]

ويقول ربنا سبحانه: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١)} [ق] أي: مَلَكٌ يسوقها إلى المحشر، ومَلَكٌ يشهد عليها بأعمالها. فهذه إذًا صفةٌ من الصفات التي يأتي الناس بها إلى أرض المحشر، يأتون ومعهم ملائكة، مَلَكٌ يسوق الواحد منهم، ومَلَكٌ يشهد عليه بأعماله

[لا يتخلف أحد عن أرض المحشر]

وقال: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٤٧)} [الكهف]. فدلت الآية أنه لا يستطيع أحدٌ أن يتخلف عن أرض المحشر يوم القيامة.

فالله -عز وجل- سيحشر الأولين والآخرين على كثرتهم، سيحشرهم جميعًا في مكان واحد للجزاء والحساب، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، وكلٌّ ينال جزاءه.

[يأتون أفواجا]

ويقول ربنا سبحانه: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)} [النبأ].

<<  <  ج: ص:  >  >>