للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته، أعظمُ قدرا من آيات المعاد:

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "الآياتُ المتضمِّنة لذكر أسماء الله وصفاته، أعظمُ قدرًا من آيات المعاد، فأعظمُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكرسي المتضمِّنة لذلك: كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأُبيِّ بن كعب -رضي الله عنه-: «أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ في كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟» قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥] فضرب بيده في صدره، وقال: «لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المنْذِرِ» (١). وأفضل سورةٍ: سورةُ أم القرآن: كما ثبت ذلك في حديث أبي سعيد بن المعلى في الصحيح، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهُ لم يُنزَّلْ فِي التَّوْرَاة وَلا الإِنجِيلِ ولا في الزَّبُور ولا في القُرْآن مِثْلُها، وَهِيَ السَّبْعُ المثَانِي والقرآنُ العظيمُ الذي أُوتِيتُه» (٢) وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظمُ مما فيها من ذكر المعاد. وقد ثبت في الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- من غير وجه: «أنَّ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن» (٣). وثبت في الصحيح: أنه بشر الذي كان يقرؤها ويقول: إني لأحبها لأنها صفة الرحمن: بأن الله يحبه (٤). فبيَّنَ أن الله يحب من يحب ذِكْرَ صفاته -سبحانه وتعالى- وهذا باب واسع" (٥).


(١) مسلم (٨١٠).
(٢) الحديث بهذا اللفظ مأخوذ من حديثي أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- عند البخاري (٤٤٧٤) وهو بلفظ «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»، ومن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند الترمذي (٢٨٧٥) بلفظ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ» وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٣) صحيح البخاري (٥٠١٣، ٥٠١٥، ٦٦٤٣، ٧٣٧٤) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. ورواه البخاري معلقا (٥٠١٤، ٧٣٧٤، ١٠٤٦٩) ووصله النسائي في السنن الكبرى (٧٩٧٥) وأبو يعلى (١٥٤٨) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٢١٨) من حديث أبي سعيد عن أخيه قتادة بن النعمان -رضي الله عنهما- ورواه مسلم (٨١١) من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-، ومن (٨١٢) حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وفي الباب عن جماعة آخرين من الصحابة -رضي الله عنهم-: منهم: أبو مسعود البدري الأنصاري، عند ابن ماجه (٣٧٨٩) والنسائي في "الكبرى" (١٠٥٢٩) وأحمد (٤/ ١٢٢) وفي سنده اختلاف؛ وعن ابن عباس عند الترمذي (٢٨٩٤) وعن أنس بن مالك عند الترمذي (٢٨٩٥) وابن ماجه (٣٧٨٨) وعن أبي أيوب عند الترمذي (٢٨٩٦) والنسائي (٩٩٦) وعن أبي بن كعب عند النسائي في "الكبرى" (١٠٥٢١)، ومسند أحمد (٥/ ١٤١) وعن أم كلثوم بنت عقبة، عند النسائي في "الكبرى" (١٠٤٦٤) والمسند (٦/ ٤٠٣، ٤٠٤) وعن ابن مسعود عند النسائي في "الكبرى" (١٠٥٠٩) وابن حبان (٢٥٧٦).
(٤) البخاري (٧٣٧٥)، ومسلم (٨١٣) من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.
(٥) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٣١٠ - ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>