للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر السادس: ذِكْرُ ما سُمِّيَ لنا من هذه الكتب المباركة:

٦ - الأمر السادس: أن نؤمن بما سمَّى الله-تعالى-لنا من هذه الكتب السابقة إجمالًا في الإجمال، وتفصيلًا في التفصيل. وقد جاء في القرآن ذِكْرُ بعض هذه الكتب، وجاء إجمالُ شيءٍ آخر منها، فما جاء مجملًا نؤمن به مجملًا، وما جاء مفصَّلًا نؤمن به على جهة التفصيل.

فسُمِّيَ في القرآن من هذه الكتب: صحف إبراهيم وموسى، والتوراة، والزبور، والإنجيل ثم خُتِمَت هذه الكتب السماوية بأفضلها وأشرفها وهو القرآن الكريم.

وقد نزلت جميعا في شهر رمضان كما في المسند عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ -عليها السلام- فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ» (١)

فأما صحف إبراهيم فهي الكتب التي أنزلها الله على نبيه وخليله إبراهيم -عليها السلام- بوحي منه -سبحانه- وقد نزلت عليه جملةً واحدةً في أول ليلة من شهر رمضان.

وأما التوراة فهي اسم كتاب الله الذي أنزله الله على نبيه وكليمه موسى -عليها السلام- وألقاه إليه مكتوبًا في الألواح؛ ليكون لبني إسرائيل هدًى ونورًا، وقد نزلت عليه جملةً واحدةً لسِتٍّ مَضَيْنَ من رمضان. واختلف العلماء أهي صحف موسى أم غيرها؟ على قولين لأهل العلم. ومنهم من توقف فلم يجزم بشيء، قال العلامة ابن عثيمين: يحتمل أنها التوراة ويحتمل غيرها ولم يتبين لي فيها شيء ا. هـ (٢) والله أعلم.

وأما الزبور فهو اسم كتاب الله الذي أنزله على نبيه داود -عليها السلام- بوحي منه سبحانه، وقد نزل عليه جملةً واحدةً لثمان عشرة خلت من رمضان.


(١) أخرجه أحمد (٢٨/ ١٩١) رقم (١٦٩٨٤)، وحسنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (١٥٧٥)
(٢) الكنز الثمين في سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين (ص: ٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>