للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الألباني: فهذه قاعدة عامة لا تستطيع امرأة أن تخرج عنها، فكل امرأة تحيض، كما أن كل رجل يمذي. ثم إن الله تعالى بحكمته رتب على تلك الجبلَّة حُكمَينِ ثابتين: شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، والمرأة الحائض لا تصلي ولا تصوم، فهذه قاعدة لا استثناء فيها شرعاً، كالتي قبلها لا استثناء فيها قدراً. وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الحقيقة بقوله: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» -رواه الشيخان (١)، وهو مخرج في " الروض النضير" (رقم ٧٣) قال: ويشبه ذلك الفرق الجِبِلِّيَّ بين الرجال والنساء: الفرقُ المعروف بين الملائكة كافة، والبشر عامة، فالأولون كما قال الله: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)} [التحريم]، والبشر على خلاف ذلك، طبعهم الله على المعصية، ولكن أمرهم بالاستغفار، وذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» رواه مسلم (٢)، … إلخ. (٣)

[لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة]

ومن هم الذين يدخلون الجنة؟ إنه «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ».

١ - خطب بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- في أربعين من أصحابه [وهو بمنى] وأخبرهم: «أَنَّ الجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ» متفق عليه من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-. (٤)

٢ - وأذَّنَ بذلك بلالٌ -رضي الله عنه- يوم خيبر: كما في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ، -فذكر الحديث- وفيه: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا بِلَالُ، قُمْ


(١) أخرجه البخاري (٣٤١١) ومسلم (٢٤٣١) من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-.
(٢) صحيح مسلم (٢٧٤٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (٧/ ٣٩٩)
(٤) أخرجه البخاري (٦٥٢٨) ومسلم (٢٢١) وأحمد (٤٢٥١) ومنه الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>