للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-. (١)

وكما قال تعالى في ليلة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر].

[الملائكة عددهم كثير لا يحصيهم إلا الله]

والملائكة خَلْقٌ كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: ٣١] وقد تقدم معنا أن البيت المعمور في السماء يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم (٢).

وجاء في صحيح مسلم وغيره عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعًا وموقوفًا: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ وَلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» (٣)

وفي جامع الترمذي وسنن ابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، … » (٤) الحديث

وفي مسند البزار وغيره عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، -رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟»، قَالُوا: مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَمَا تُلَامُ أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ» (٥)


(١) أخرجه البخاري (٣٢١٨، ٧٤٥٥) واستدركه الحاكم (٤٢١٥) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ا. هـ وتعقبه شيخنا الوادعي في التعليق على المستدرك.
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٠٧)، ومسلم (١٦٤) من حديث مالك بن صعصعة -رضي الله عنه-.
(٣) صحيح مسلم (٢٨٤٢)
(٤) أخرجه الترمذي (٢٣١٢) وقال: هذا حديث حسن. وابن ماجه (٤١٩٠) وأحمد (٢١٥١٦) والحاكم (٣٨٨٣) وإسناده ضعيف لكن له شواهد منها ما سيأتي بعده وانظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (١٧٨٠) والسلسلة الصحيحة (١٧٢٢)
(٥) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥٩٧) والبزار (٣٢٠٨) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٥٠)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١١٣٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٠٧٢، ٦٣٤٦) والطبراني في المعجم الكبير (٣/ ٢٠١) رقم (٣١٢٢) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (٥٠٩)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (٤٣٢) وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٢/ ٢١٧) وفي معرفة الصحابة (١٨٩١)، من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، عن حكيم بن حزام. وقال البزار: ولا نعلم رواه عن سعيد عن قتادة إلا عبد الوهاب بن عطاء ا. هـ وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث صفوان بن محرز عن حكيم، تفرد به -يعني عبد الوهاب- عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ا. هـ وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٥/ ٣٣٦/ ط سلامة): غريب ولم يخرجوه، وقال: رواه ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة مرسلا ا. هـ قلت: ويزيد وإن كان أثبت وأوثق من عبد الوهاب، إلا أن عبد الوهاب قال فيه الإمام أحمد: كان عالما بسعيد ا. هـ والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٨٥٢، ١٠٦٠) وحسنه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٤٨٠). وفي الباب حديث أبي ذر المتقدم وآخر من حديث أنس عند أبي نعيم في الحلية (٦/ ٢٦٩) وسيأتي حديث عائشة وابن مسعود في مبحث تسبيح الملائكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>