للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

F e

المجلس الثاني والعشرون (١)

[أشراط الساعة]

مما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر -كما تقدم- الإيمانُ بأشراط الساعة؛ فإنها من مقدِّمات يوم القيامة. والحديثُ عن أشراط الساعة، حديث ترغب إليه النفوس، وتشتاق إليه؛ لأنه من علوم الغيب التي أخبرنا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنفوسُ عادةً تتشوَّف إلى معرفة الغيب وما سيقع في المستقبل، وهذا الباب لا يخوضه الإنسان إلا عن طريق الوحي الذي جاءنا عن ربنا وبيَّنَه لنا نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-.

[تعريف أشراط الساعة]

الأشراط جمع شَرَط بالتحريك وهو العلامة، ويقال: أشراط الشيء أوائله، ومنه: شُرَط السلطان وهم: نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم (٢).

فالشَّرَطُ هنا المقصود به العلامة؛ فأشراط الساعة هي علامات القيامة التي تسبقها وتدُلُّ على قُرْبها.

[أشراط الساعة صغرى وكبرى]

وهذه العلامات قسَّمها العلماء -رحمهم الله- إلى أقسام:

• فمنهم من قسَّمها إلى علامات صغرى وعلامات كبرى.

• ومنهم من قسَّمها إلى علامات قد وقعت وانتهت، وعلامات وقعت وهي باقية، وعلامات تقع حينًا بعد حين، وعلامات لم تقع بعد.

• ومنهم من قسَّمها إلى علامات أرضية، وعلامات سماوية.

وكلُّ هذه التقسيمات هي من باب التقريب.

وأشهرُ ما اشتهر عند الناس تقسيمها إلى علامات صغرى وعلامات كبرى.


(١) كان في يوم الأربعاء العشرون من شهر رمضان ١٤٤١ هـ.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، (٢/ ٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>