للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)} قَالَ: فِي افْتِضَاضِ الْعَذَارَى (١).

وروي مثله عن ابن عباس (٢). وبه قال: سعيد بن المسيب، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والأعمش، وسليمان التيمي، والأوزاعي (٣).

قال شمس الدين ابن القيم -رحمه الله-: ولا يلحقهم بذلك جَنَابة، فيحتاجون إلى التَّطهير، ولا ضعف ولا انحِلال قوَّةٍ، بل وطؤهم وطءُ التذاذٍ ونعيم، لا آفة فيه بوجهٍ من الوجوه. وأكملُ النَّاسِ فيه أصونهم لنفسه في هذه الدَّارِ عن الحرامِ، … فمن ترك اللذة المحرمة للَّه استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون، ومن استوفاها ها هنا حُرِمَها هناك، أو نقص كمالها، فلا يجعل اللَّه لذة من أوضع في معاصيه ومحارمه، كلذة من ترك شهوته للَّه أبدًا، واللَّه أعلم ا. هـ (٤)

[من اشتهى الولد في الجنة]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «المُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الوَلَدَ فِي الجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي» (٥)


(١) رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ت سليم (٢٦٤) والطبري في تفسيره، ط هجر (١٩/ ٤٦٠) وأبو نعيم في صفة الجنة (٣٧٥) وسنده حسن.
(٢) رواه الطبري في تفسيره ط هجر (١٩/ ٤٦٠): عن المعتمر، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٢٧٧) عن يزيد بن زريع، كلاهما عن والد المعتمر سليمان التيمي، عن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه أيضا من طريقين عن أسباط بن محمد، عن أبيه -وهو أبو عمرو-، عن عكرمة، به. ورواه الحسين المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (١٥٨٦) وسعيد بن منصور (١٧٩٩) قالا أخبرنا سفيان، عن أبي عمرو، عن عكرمة قوله. وأبو عمرو هذا مقبول. ورواه أبو نعيم في صفة الجنة (٣٧٦) من طريق سهل بن زياد أبي زياد، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، قال: قلت لابن عباس، فذكره.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (٦/ ٥٨٢).
(٤) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم- (١/ ٥٢٤)
(٥) أخرجه الترمذي (٢٥٦٣) وقال حسن غريب؛ وابن ماجه (٤٣٣٨) وأحمد (١١٠٦٣) والدارمي (٢٨٧٦) وصححه ابن حبان (٧٤٠٤) وصححه الشيخ الألباني في التعليقات الحسان وفي هداية الرواة (٥٥٧٤)، وشيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٦٥٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>