للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

F e

المجلس الثاني والثلاثون (١)

[نصب الموازين يوم القيامة]

الإيمان بنصب الموازين يوم القيامة؛ هو من الإيمان باليوم الآخر

فما أعظم سعادةَ هؤلاء الذين يأتون يوم القيامة، فتثقل موازينُ أعمالهم بما قدَّموا من إيمانٍ وعملٍ صالحٍ في الدنيا!

[تعريف الميزان]

والميزان في لغة العرب معروفٌ؛ ويطلق على إطلاقات عدة، ومنها أنه يطلق، ويراد به الميزان ذو الكفتين، كما نقل ذلك غير واحد من أهل اللغة (٢).

ولذلك فأهل العلم حينما يتكلمون عن الميزان ويعرفونه يقولون: هو الميزان الذي أخبر عنه الله -جل وعلا- في كتابه، وأخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّته، وهو ميزان حقيقي له كفتان، توزن به أعمالُ العباد خيرُها وشرُّها.

[إجماع أهل السنة على أن الميزان حق]

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وَتُنْصَبُ الْمَوَازِينُ، فَيُوزَنُ فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ" (٣)

وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ -رحمه الله-: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَا: " أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ: الْإِيمَانُ


(١) كان في يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر شوال من عام ١٤٤١ هـ.
(٢) جاء في المحكم لابن سيده (مادة وزن): "والميزان: ما وُزِنَ به" وقال صاحب تاج العروس (مادة: وزن): " (والمِيزان)، بالكسْرِ: (م) مَعْروفٌ، وَهِي الآلَةُ الَّتِي تُوزَنُ بهَا الأشْياء".
(٣) العقيدة الواسطية (ص: ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>