للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (١)

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: فأخبر أنه لا يحصي ثناء عليه ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه (٢).

فنؤمن بما ورد في الكتاب والسنة، وبما استأثر الله -جل وعلا- بعلمه عنا مما لا يمكن حصره ولا الإحاطة به.

وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَنْ أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ» (٣). فقوله: «مَنْ أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ» صفة لا خبر مستقل، أي له أسماء متعددة موصوفة بأن «مَنْ أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ» وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها؛ كما تقول لفلان مائة عبد أعدهم للتجارة ومائة فرس أعدها للجهاد فهذا لا ينفي أن يكون له سواهم معدون لغير الجهاد؛ وهذا قول الجمهور؛ (٤) وخالفهم: ابن حزم فزعم أن أسماءه تنحصر في هذا العدد. (٥)

[أسماء الله وصفاته توقيفية]

ثم اعلموا أن أسماء الله لا تثبت بالعقل، وكذلك صفاته، وإنما تثبت بالوحي، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء والصفات، فوجب الوقوف في ذلك على النص، فإذا أثبت المسلم لله اسمًا أو صفةً فيجب أن يكون على ذلك دليلٌ من كتاب الله أو من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (٦)


(١) صحيح مسلم (٤٨٦) من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
(٢) درء تعارض العقل والنقل (٣/ ٣٣٢)
(٣) البخاري (٢٧٣٦)، ومسلم (٢٦٧٧) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٤) انظر: الجواب الصحيح (٣/ ٢٢٣) وبدائع الفوائد (١/ ١٦٧) وشفاء العليل (ص: ٢٧٧).
(٥) انظر: المحلى (١/ ٥٠)، والفصل (٢/ ١٢٦)
(٦) انظر: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: ٢٧٠) لابن القيم؛ والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى (ص: ١٣) لابن عثيمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>