للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنن الترمذي عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ» (١)

[رؤية أهل الجنة ربهم سبحانه وتعالى]

وهي أعظم نعيم يحصل لأهل الجنة؛ فإذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعيم؛

وحرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشد عليهم من عذاب الجحيم.

قال ابن القيم: اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون وأنكرها أهل البدع المارقون ا. هـ (٢)

ومن أدلة إثبات رؤية الله سبحانه يوم القيامة:

قول اللَّهِ -تبارك وتعالى-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [القيامة]

وقوله تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]؛

والزيادة هي رؤية المؤمنين الله تعالى كما سيأتي في السنة.

وَقَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ الْكُفَّارِ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)} [المطففين]. فَإِذَا حُجِبَ أَوْلِيَاؤُهُ فَأَيُّ فَضِيلَةٍ لَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِ.

قال الإمام الشَّافِعِيُّ -رحمه الله-: فِي الآيةِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ يَرَوْنَهُ عَلَى صِفَتِهِ ا. هـ (٣). وقَالَ: فَلَمَّا حَجَبَهُمْ فِي السَّخَطِ كَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ فِي الرِّضَا. (٤) وقال: فيها دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ يَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَبْصَارِ وُجُوهِهِمْ. ا. هـ (٥)


(١) سنن الترمذي (٢٥٣٨) ورواه أحمد (٣/ ٥٧) رقم (١٤٤٩) وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣٣٩٦) وصحيح الترغيب والترهيب (٣٧٦٥)
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم- (٢/ ٦٠٥)
(٣) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٩/ ١١٧) والإبانة الكبرى لابن بطة (٧/ ٥٩) رقم (٥٤)
(٤) الاعتقاد (ص: ١٣١) ومعرفة السنن والآثار (١/ ١٩١). رقم (٣٤٦) كلاهما للبيهقي.
(٥) الإبانة الكبرى لابن بطة (٧/ ٦٠)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٥١٨) رقم (٨٠٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>