للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول قتادة في تفسير هذه الآية: "لا تقل رأيتُ ولم تر، وسمعتُ ولم تسمع، فإن الله -تبارك وتعالى- سائُلك عن ذلك كلِّه" (١).

ويقول الحافظ ابن كثير: "ومضمونُ ما ذكروه: أنَّ الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التَّوهُّم والخيال" (٢)

[أول ما يحاسب عليه المرء من عمله صلاته]

أخبرنا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن النسائي - عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا وَإِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ. قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَةَ» (٣)

ورواه الإمام أحمد عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ؟ ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ» (٤)

وروى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ،


(١) تفسير ابن جرير الطبري (١٤/ ٥٩٤).
(٢) تفسير ابن كثير (٥/ ٧٥).
(٣) أخرجه النسائي (٤٦٧) عن النضر بن شميل، والبزار (٩٥٦٦) عن عبد الملك الجدي كلاهما قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى به. ورجاله ثقات. واختلف فيه على حماد خلافا لا يضر، -كما سيأتي في الذي بعده-. وقد رواه أبو داود (٨٦٤) من طريق يُونُس بن عبيد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ»، … » الحديث، وأنس الضبي مجهول. واختلف في سنده كثيرا ورجح الدارقطني في العلل (٨/ ٢٤٨) هذا الطريق عن الحسن.
(٤) أخرجه أحمد (١٦٦١٤، ١٦٩٤٩) قال: حدثنا الحسن بن موسى ورواه ابن أبي شيبة (٣٦٠٠٨) قال حدثنا عفان، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (١٨٦) عن أبي الوليد، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٥٥٢) عن عبيد الله بن محمد التيمي كلهم (عفان، والحسن بن موسى، وأبو الوليد، والتيمي) عن حماد عن الأزرق بن قيس، عن يحيى به. وجهالة الصحابي لا تضر، وقد سمي في رواية النسائي. تنبيه: وعن عفان رواه أحمد أيضا (٢٠٦٩٢) لكنه وقفه. ورفعه هو صحيح. وصححه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>