للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «يَصْعَقُ النَّاسُ حِينَ يَصْعَقُونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ قَامَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ» (١).

يُبعَث الناسُ على نياتهم:

وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الناس إذا بُعِثُوا يُبعَثون على نياتهم، ويُبعَثُون على أعمالهم، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» (٢) يعني: فإن ربك لا يظلم أحدًا. وعنها -رضي الله عنها- أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ-يعني قد يكون فيهم من ليس منهم-قَالَ: «نَعَمْ، فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ، يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» (٣).

يُبعَث كلُّ عبد على ما مات عليه من عمل:

وفي صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: «يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ» (٤). يعني على ما مات عليه من عمل.

فاجتهد يا عبد الله في إصلاح عملك؛ لتموت على عمل صالح.

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بُعِثَ عَلَيْهَا» (٥) يعني من رباط أو حج أو عمرة أو غير ذلك.


(١) أخرجه البخاري (٦٥١٨) واللفظ له، ومسلم (٢٣٧٣) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه البخاري (٢١١٨).
(٣) أخرجه مسلم (٢٨٨٤).
(٤) أخرجه مسلم (٢٨٧٨).
(٥) أخرجه أحمد (٢٣٩٤١) من حديث فضالة بن عبيد -رضي الله عنه-. وصححه شيخنا العلامة الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٥٦٨) وانظر: السلسلة الصحيحة (١/ ٥٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>