وقد كان المشركون يدركون من دعوته -عليه الصلاة والسلام- أنه إنما دعاهم إلى توحيد الله -جل وعلا- وعلى ذلك خالفوه وعارضوه وجاؤوا بالإفك العظيم، فآمن من آمن وأراد الله له الهداية، وضلَّ من ضلَّ وقاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك.
[جهل كثير من الناس اليوم بحقيقة دعوة الأنبياء]
والناس في هذه الأعصار يجهلون الدعوة العظيمة التي بعث الله بها الأنبياء والمرسلين. ومِن أَدَلِّ الأدلة على ذلك انتشارُ القبورية في كثير من بلاد المسلمين، فتجد كثيرًا من الأضرحة تُدعَى من دون الله، وتُعبَد من دون الله، ويُذبَح لها، ويُنذَر لها، ويطاف حولها، ويُدعَى المقبورون من دون الله. وإذا قيل لبعضهم في ذلك وأُنكِرَ عليه، قال: إني أقول: لا إله إلا الله. وظنَّ أن هذه الكلمة تنفعه، وقد جاء بما يناقضها.
[علاقة الإرجاء والغلط في فهم الإيمان بانتشار القبورية]
ولهذا الأمر علاقة بتعريف الإيمان الذي ذكرناه من قبل وأنه قولٌ، وعملٌ، واعتقادٌ،