للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ»، و «الرَّحِيمُ» مقابل لقوله: «وَارْحَمْنِي».

فهذا أمر عظيم من الأمور التي تكون سببًا في زيادة إيمان المسلم، لو اعتنى به الإنسان لصلح حاله بإذن الله تعالى.

[أسماء الله الحسنى مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة]

وأسماء الله الحسنى مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية والعبادة، وتوحيد الأسماء والصفات.

[توحيد الربوبية]

فتوحيد الربوبية: إفراد الله في أفعاله. وقال بعض العلماء: هو إفراد الله في الخلق والملك والتدبير؛ فلا خالق إلا الله، ولا مالك إلا الله، ولا مدبر إلا الله -سبحانه وتعالى-.

[إقرار المشركين بتوحيد الربوبية]

وهذا النوع من أنواع التوحيد قد أقرَّ به الكفار في الجملة، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢)} [يونس]. أخبرنا الله -جل وعلا- أنهم يؤمنون بأن الله هو الحي، وبأن الله هو المحيي، وبأنه هو المميت، وبأنه الرزَّاق، وبأنه الخالق، وبأنه يدبِّر الأمر -سبحانه وتعالى- ثم احتجَّ عليهم -جل وعلا- بأنه يجب أن يُفرِدُوه -سبحانه وتعالى- بالعبادة.

وقال -جل وعلا-: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩)} [المؤمنون]

ذكر الله -جل وعلا- في كتابه أنَّ المشركين الذي بُعِثَ إليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يُقِرُّون بذلك، ولكن لم ينفعهم؛ لأنهم لم يُوحِّدوا الله، ولم يُفْرِدُوه بالعبادة؛ فالعبادة لا تصح إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تصح إلا بالطهارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>