للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ] يَا رَبِّ، اكْسُهُ كِسْوَةَ الْكَرَامَةِ فَيُكْسَى كِسْوَةَ الْكَرَامَةِ، [فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ]، أَلْبِسْهُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، [قَالَ: فَيُكْسَى تَاجَ الْكَرَامَةِ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ] يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَلَيْسَ بَعْدَ رِضَاكَ شَيْءٌ [فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً]» (١)

وَعَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ (٢) خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ» (٣)

[زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا وتذاكرهم ما كان في الدنيا]

قال الله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)} [الصافات]

قال شمس الدين ابن القيم -رحمه الله-: أخبر سبحانه وتعالى أنَّ أهل الجنَّة أقبل بعضهم على بعض يتحدثون، ويسأل بعضهم بعضًا عن أحوال كانت في الدنيا، فأفضت بهم المحادثة والمذاكرة إلى أنْ قال قائلٌ منهم: {كَانَ لِي قَرِينٌ} في الدنيا ينكر البعث والدَّار


(١) رواه الترمذي (٢٩١٥) والدارمي (٣٣٥٤) وابن أبي شيبة (٣٠٠٤٧) والحاكم (٢٠٢٩) بسند حسن. واللفظ للدارمي، والزيادات من ابن أبي شيبة، سوى الأخيرة فهي للترمذي والحاكم، والحديث رواه الترمذي مرفوعا وموقوفا، ورواه الحاكم مرفوعا وصحح الترمذي الموقوف. ولا يخفى أنه في حكم المرفوع. وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (١٤٢٥). والسلسلة الصحيحة (٢٨٢٩).
(٢) المذكور في الحديث سبع خصال، وقد وقع اضطراب في متنه، انظر في ذلك: السلسلة الصحيحة (٣٢١٣)
(٣) رواه الترمذي (١٦٦٣) وابن ماجه (٢٧٩٩) وأحمد (٢٨/ ٤١٩) رقم (١٧١٨٢) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١٣٧٥) وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣٢١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>