للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العُيُونِ»، فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. رواه البخاري (١).

حنينُ الجذع:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ المِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَحَنَّ الجِذْعُ «فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ» رواه البخاري (٢).

وفيه أيضاً عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، أَوْ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا [تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا]؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ»، فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى المِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ [الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا] صِيَاحَ الصَّبِيِّ [حَتَّى كَادَتْ تَنْشَقُّ]، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ [حَتَّى اسْتَقَرَّتْ]. قَالَ: «كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا» (٣)

وروى الترمذي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ إِلَى لِزْقِ جِذْعٍ وَاتَّخَذُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَخَطَبَ عَلَيْهِ فَحَنَّ الجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَمَسَّهُ فَسَكَتَ» (٤)

وفي رواية عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قال: كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَيَخْطُبُ النَّاسَ، فَجَاءَهُ رُومِيٌّ، فَقَالَ: أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ، وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ، فَلَمَّا قَعَدَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ، خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ لِخُوَارِهِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ


(١) صحيح البخاري (٣٥٧٦) ورواه مسلم مختصرا (١٨٥٦)
(٢) صحيح البخاري (٣٥٨٣).
(٣) صحيح البخاري (٢٠٩٥، ٣٥٨٤) وقال الحافظ في الفتح (٤/ ٣١٩): وقوله: «قَالَ بَكَتْ عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ» صَرَّحَ وَكِيعٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ بِأَنَّهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وابن أبي شيبَة عَنهُ ا. هـ
(٤) سنن الترمذي ت شاكر (٣٦٢٧) وحسنه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١١٠١) وانظر: السلسلة الصحيحة (٢١٧٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>