للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ الغنيمان: الميزان لا يكون إلا بلسان، وبدون لسان لا يكون ميزان، فلابد أن يكون له لسان يعرف رجحانه من عدمه، وهذا أمرٌ يدل عليه كلمة (ميزان)، وقد أثبت العلماء ذلك من هذا ا. هـ (١)

ونقل الطبري في تفسيره قول جماعة من العلماء: الْمِيزَانُ الَّذِي يَعْرِفُهُ النَّاسُ، لَهُ لِسَانٌ وَكِفَّتَانِ (٢). وعند قول الله تعالى -في سورة الرحمن-: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (٩)} قال غير واحد من المفسرين: المعنى أقيموا لسان الميزان (٣).

[من أدلة القرآن على أن الميزان حق]

قال ربنا -جل وعلا-: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)} [الأعراف] وقال الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} [الأنبياء: ٤٧] وقال ربِّنا في سورة القارعة: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)} [القارعة]

[من أدلة السنة على أن الميزان حق]

وقد جاء في السنة أحاديث كثيرة، منها قولُ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» (٤).

فقوله «ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ» يدل على أنه ميزان حقيقي.


(١) «شرح العقيدة الواسطية» (٢٠/ ١٣ بترقيم الشاملة آليا)
(٢) «تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر» (١٠/ ٦٩)
(٣) ينظر: «موسوعة التفسير المأثور» (٢١/ ٨٢).
(٤) أخرجه البخاري (٦٤٠٦)، ومسلم (٢٦٩٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>