للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيد وينقص؛ فإن المجتمعات التي ينتشر فيها الإرجاء، وينتشر فيها اعتقاد أن الإيمان قول فقط أو أنه المعرفة وأنَّ من عرف أنه لا إله إلا الله أو قال: إنه لا إله إلا الله ولم تعمل بذلك جوارحه فإن ذلك يكفيه؛ ولذلك تجدهم يقولون: لا يضُرُّ هذا مع إيماننا بالله وهذا هو الفساد العظيم في فهم أعظم أمر بعث الله به الأنبياء والمرسلين، وهو الدعوة إلى توحيد الله -جل وعلا-. فتأملوا دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتعرفوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله -جل وعلا- وكيف كانوا يدعون إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة.

بَعَثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- معاذًا إلى أهل اليمن بالدعوة إلى التوحيد:

وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يرسل الدعاة إلى الله ليدعوا إلى التوحيد. كما فعل لما بعث معاذًا إلى أهل اليمن (١)، وقال له: «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» (٢)

وفي رواية: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى» (٣)

وفي رواية: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللهِ -جل وعلا-» (٤)

فدلَّت هذه الروايات الثلاث على أن الدعوة إلى التوحيد هي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وهي الدعوة إلى العبادة، وأنَّ العبادة لا تصح إلا بالتوحيد كما أن الصلاة لا تصح إلا بالطهارة .... والحمد لله رب العالمين،،،

JIH

انتهى الجزء الثاني

ويليه الجزء الثالث

الإيمان بالملائكة الكرام -عليهم السلام-


(١) رواه البخاري (١٣٩٥) ومسلم (٣١) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(٢) وفي رواية للبخاري (١٣٩٥) قَالَ: «ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»
(٣) رواه البخاري (٧٣٧٢)
(٤) رواه البخاري (١٤٥٨) ومسلم (٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>