للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا فإن السعيد من جَعَلَ مِنْ هذا الدنيا مزرعةً له إلى الأخرى، يتقرب إلى ربه سبحانه، فعمر الإنسان في الدنيا قصيرٌ كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ، إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ» (١). ولكنه سيعيش في قبره سنين طويلة، والقبرُ روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النار ثم يأتي يومُ القيامة، اليومُ الخالدُ الأبديُّ الذي لا يوم بعده. فهذه خلاصة حال الدنيا ثم يكون مآل الناس يوم القيامة إما إلى الجنة وإما إلى النار، وسنورد شيئًا مما يتيسر ذِكْرُه في هذا المجلس من أخبار الجنة التي جاء ذكرها في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

[من أسماء الجنة]

١ - هي دار السلام كما تقدم

٢ - وهي: دار الخلد. وسُمِّيت بذلك؛ لأنَّ أهلها لا يظعنون عنها أبدًا،

٣ - وهي دار المُقامة.

٤ - وهي جنَّة المأوى.

٥ - وهي جنَّات عدن. وعدن من الإقامة والدَّوامِ.

٦ - وهي دار الحيوان. قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)} [العنكبوت]؛ يعني: وإنَّ الآخرة يعني: الجنة. لهي الحيوان: لهي دار الحياة التي لا موت فيها. قال ابن القيم -رحمه الله-: وأهل اللغة على أنَّ الحيوان بمعنى: الحياة … ويحتمل قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} معنيين: أحدهما:


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٥٠)، وابن ماجه (٤٢٣٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ا. هـ وصححه ابن حبان (٢٩٨٠)، والحاكم (٣٥٩٨) وقال صحيح على شرط مسلم! وتعقبه شيخنا الوادعي في تعليقه على المستدرك فقال: لم يعتمد مسلم على محمد بن عمرو بن علقمة ا. هـ وكذا العلامة الألباني: وقال -كما في السلسلة الصحيحة (٢/ ٣٨٦) -: والصواب أنه حسن لذاته، صحيح لغيره … إلخ والحديث حسنه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٣٧٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>