للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينقص منه حرف".

يقول الله -جل وعلا-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)} [الحجر] فالله-سبحانه-قد حفظ هذا الكتاب. بل وحفظ السنة المطهرة التي هي بيان من رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لهذا الكتاب.

ويقول ربنا -جل وعلا-: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} [فصلت]

يقول البيهقي -رحمه الله-: "من أجاز أن يتمكن أحد من زيادة شيء في القرآن أو نقصانه منه أو تحريفه فقد كذَّبَ اللهَ في خبره، وأجاز الخلف فيه، وذلك كُفْرٌ، وأيضًا فإن ذلك لو كان ممكنًا لم يكن أحد من المسلمين على ثقة من دينه ويقين بما هو متمسك به؛ لأنه كان لا يأمن أن يكون فيما كتم من القرآن أو ضاع بنسخٍ شيءٌ مما هو ثابت من الأحكام أو تبديله بغيره، وبسط الحليمي الكلام فيه، فصَحَّ أن من تمام الإيمان بالقرآن الاعتراف بأن جميعه هو هذا المتوراث خلفًا عن سلف لا زيادة فيه ولا نقصان منه" (١).

إذًا هذه أمور يجب أن نعتقدها في إيماننا بالكتب. فإذا قال: آمنت بكتب الله، فالمقصود: اعتقاد هذه الأمور التي نصَّ عليها العلماء -رحمهم الله- فيجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب التي أمرنا الله -جل وعلا- بها. والقرآن الذي هو كلام الله هو الكتاب الذي جعل الله فيه هداية البشرية بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

[الكتب السماوية مجتمعة على الدعوة إلى توحيد الله]

وهذه الكتب العظيمة دعت إلى أصل واحد، وهو توحيد الله -جل وعلا-.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]


(١) شعب الإيمان (١/ ٣٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>