للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَلَاثٍ فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا فَسَبْقُهُ بِالْفَيْءِ، كَفَّارَتُهُ فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ، فَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ أَبَدًا» (١)

[مصافحة الملائكة]

روى قتادة: «أَنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تُصَافِحُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ -رضي الله عنهما- حَتَّى اكْتَوَى فَتَنَحَّتْ» وهو حديث مرسل لا يصح (٢).

وفي صحيح مسلم عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيدِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَمَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٣).

وفي المسند عنْ أَبي الْمُدِلَّةِ (٤)، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أنه سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، يَقُولُ: قُلْنَا:


(١) الأدب المفرد (٤٠٢)، مسند أحمد (١٦٢٥٧) وصححه ابن حبان (٥٦٦٤) وصححه الألباني في الصحيحة (١٢٤٦) وفي صحيح الترغيب والترهيب (٢٧٥٩)، وشيخنا الوادعي في الجامع الصحيح (٥٠٠).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط دار صادر (٤/ ٢٨٨) والطبراني في المعجم الكبير (١٨/ ١٠٧) رقم (٢٠٣) وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (٥٣٥٤).
(٣) صحيح مسلم (٢٧٥٠).
(٤) أبو المدلة: قال ابن المديني -كما في التهذيب-: لا يعرف اسمه، مجهول، لم يرو عنه غير أبى مجاهد ا. هـ وقال الآجري عن أبي داود: أبو مدلة من أهل الكوفة، مولى أم المؤمنين ا. هـ وذكره ابن حبان في الثقات وقال: اسمه عبيد اللَّه بن عَبْد اللَّه، روى عنه: سعد الطائي ا. هـ وقال في صحيحه: (٣/ ١٥٩): مديني، ثقة ا. هـ وقال ابن ماجه في سننه (١٧٥٢) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، … الحديث. وفيه توثيق لأبي مدلة إما من وكيع أو من دونه. وقد صحح حديثه ابن خزيمة وحسنه الترمذي فالراجح أنه ثقة والتعديل هنا مقدم على التضعيف الذي هو الجهالة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>