للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ قَالَ: «لَوْ تَكُونُونَ - أَوْ قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ - عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ» (١)

وفي مسند أبي يعلى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: غَدَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: النِّفَاقُ، النِّفَاقُ. قَالَ: «أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ». قَالَ: ثُمَّ عَادُوا الثَّانِيَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: النِّفَاقُ النِّفَاقُ. قَالَ: «أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ». قَالَ: ثُمَّ عَادُوا الثَّالِثَةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟». قَالُوا: النِّفَاقُ. قَالَ: «أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟». قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ». قَالُوا: إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ كُنَّا عَلَى حَالٍ، وَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ هَمَّتْنَا الدُّنْيَا وَأَهْلُونَا. قَالَ: «لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِي تَكُونُونَ عَلَى الْحَالِ الَّذِي تَكُونُونَ عَلَيْهِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِطُرُقِ الْمَدِينَةِ» (٢)


(١) مسند أحمد (٨٠٤٣) وصححه ابن حبان (٧٣٨٧)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٦٥٧): حديث حسن أو صحيح بشواهده ا. هـ وصححه شيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١٥٩٦)، والحديث ورواه الترمذي (٢٥٢٦) عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي -وهو مجهول-، عن أبي هريرة، نحوه.
(٢) مسند أبي يعلى الموصلي (٣٣٠٤) قال: حدثنا عبد الواحد -هو ابن غياث-، حدثنا غسان بن برزين يعني الطهوي، حدثنا ثابت البناني، عن أنس به. ورجاله ثقات. ومن طريق عبد الواحد رواه الإسماعيلي في معجم أسامي شيوخه (١/ ٤١٨). ورواه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣٧) قال حدثني موسى قال حدثنا غسان به مختصرا. وأشار البخاري في تاريخه إلى إعلاله بالإرسال فقال: حدثني يحيى بن محمد بن السكن، قال: حدثنا حبان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي عثمان -يعني النهدي-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ا. هـ وحماد عن ثابت أوثق من غسان. والحديث وصله الجريري عن أبي عثمان عن حنظلة كما في صحيح مسلم وقد تقدم. ورواه أحمد في مسنده (١٢٧٩٦) قال حدثنا مؤمل -وهو ابن إسماعيل (ضعيف) -، حدثنا حماد، عن ثابت، به مختصرا. ورواه ابن حبان (٣٤٤) وغيره عن معمر، عن قتادة، عن أنس، وفي رواية معمر عن قتادة ضعف كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>