للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

JIH

دعاء الحسن بن علي -رضي الله عنهما- في الوتر

ومن الأدعية المباركة: الدعاءُ الذي ندعو الله -عز وجل- به في صلاة الوتر، وهو الدعاء الذي علَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- للحسن بن علي -رضي الله عنهما- أن يدعو به فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ، علمه أن يقول: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ». خرجه الإمام أبو داود والنسائي وغيرهما. (١).

وهذه كلمات عظيمات، تشتمل على ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى: التوسل إلى الله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فالداعي بها يدعو ربه متوسلاً بأسمائه الحسنى، فإنَّه الهادي، وإنَّه المعطي، وإنَّه يقضي ولا يقضى عليه، وإنَّه المتعالي سبحانه، وإنَّه المبارك في الأشياء، فيدعو العبد ربه -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.

والفائدة الثانية: أنَّ العبد يعترف لله خضوعاً وتذللاً بأنَّ الأمور كلها بيده سبحانه، فهو الذي يهدي من يشاء، وهو الذي يعطي من يشاء، ويمنع عمن يشاء، فالعبد يسأل ربه أن يهديه، ويسأل ربه أن يعطيه، ويسأل ربه أن يبارك له، فهو اعتراف من العبد وهو يدعو ربه بأنَّ الله -جل وعلا- صاحب العظمة والكبرياء، مالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فالعبد يتذلل لربه سبحانه، سائلاً إياه -جل وعلا- أن يهديه، وأن يرزقه، وأن يبارك له.


(١) أخرجه أبو داود (١٤٢٥) واللفظ له، والنسائي (١٧٤٥)، والترمذي (٤٦٤)، وابن ماجه (١١٧٨)، وأحمد (١٧١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>