قال العلامة السعدي -رحمه الله-: هذا قسم من الله الصادق في قيله، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع، ما جعل على أن وعده صدق، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال، لواقع لا محالة، ما له من دافع، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه، وأقام الأدلة والبراهين عليه، فلِمَ يكذب به المكذبون، ويعرض عن العمل له العاملون.
والمراد بالذاريات: هي الرياح التي تذروا، في هبوبها {ذَرْوًا} بلينها، ولطفها، ولطفها وقوتها، وإزعاجها.
{فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢)} السحاب، تحمل الماء الكثير، الذي ينفع الله به البلاد والعباد.
{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (٣)} النجوم، التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها
(١) التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد (١/ ٦٤٨)