للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

F e

المجلس السادس والعشرون (١)

الشعبة الثامنة من شعب الإيمان: الإيمان بالحشر

الشعبة الثامنة عَنْوَنَ لها الإمام البيهقي -رحمه الله- بقوله: "الثامن من شعب الإيمان وهو بابٌ في حشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم إلى الموقف الذي بين لهم من الأرض، فيقومون ما شاء الله تعالى، فإذا جاء الوقت الذي يريد الله محاسبتهم فيه أَمَرَ بالكتب التي كتبها الكرام الكاتبون بذكر أعمال الناس فأوتوها، فمنهم من يؤتى كتابه بيمينه، فأولئك هم السعداء، ومنهم من يؤتى كتابه بشماله أو وراء ظهره، وهؤلاء هم الأشقياء، قال الله تعالى في المطففين: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)} [المطففين: ٤ - ٦] " وقال: "وأخبر أن الناس يكونون يوم القيامة واقفين على أقدامهم، وأبان أنه لا حال لهم يومئذ سوى القيام" (٢).

[الإيمان بالحشر بعد البعث من الإيمان باليوم الآخر]

ذكر البيهقي -رحمه الله- هذه الشعبة مستقلة، وأفردها بالعدد، وهي شعبة: الحشر، وذكر بعدها الشعبة التاسعة، وهي ما يتعلق بذكر الجنة والنار وما بين هاتين الشعبتين سَرَدَ أمورًا كثيرة مما يتعلق بأمور الآخرة وبأمور الموقف وما يكون بعد حشر الناس إلى رب العالمين -جل وعلا- في أرض المحشر من تطاير الصحف والميزان والسوط والحوض والشفاعة، وسنأتي -إن شاء الله تعالى- على ذكر كلٍّ من هذه الأمور بإذن الله تعالى، وكلُّها داخلةٌ في الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان.

[تعريف الحشر]

أصل الحشر الجمع لكنه مع سَوق (٣). ويعرفه العلماء بأنه: " حَشْرُ الْأَمْوَاتِ مِنْ قُبُورِهِمْ وَغَيْرُهَا بَعْدَ الْبَعْثِ جَمِيعًا إِلَى الْمَوْقِفِ" (٤).


(١) كان في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان ١٤٤١ هـ.
(٢) شعب الإيمان (١/ ٤١٥).
(٣) ينظر: «مجمل اللغة لابن فارس» (ص ٢٣٦)
(٤) ينظر: «فتح الباري لابن حجر» (١١/ ٣٧٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>