للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى الله عليه وسلم-: «فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ»، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» (١)

[ملك الرعد]

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ» فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: «زَجْرَةٌ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ» قَالُوا: صَدَقْتَ. فَقَالُوا: فَأَخْبِرْنَا عَمَّا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: «اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا» قَالُوا: صَدَقْتَ (٢).

وروى البخاري في الأدب المفرد عنِ الْحَكَمِ -وهو ابن أبان-، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ»، قَالَ: «إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ، كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ. (٣)

وعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: «الرَّعْدُ مَلَكٌ وَالْبَرْقُ مِخْرَاقٌ مِنْ حَدِيدٍ». (٤)

وقال مُجَاهِدٌ: «الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ بِصَوْتِهِ» (٥).

قال الشَّافِعِي: ما أشبه ما قال مجاهد بظاهر القرآن (٦).


(١) رواه البخاري (٣٢٣١)، ومسلم (١٧٩٥) واللفظ له.
(٢) أخرجه الترمذي (٣١١٧) عن بكير بن شهاب، عن ابن جبير، عن ابن عباس به وصححه الألباني لغيره في الصحيحة (١٨٧٢) وحسنه لغيره شيخنا الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول (ص: ١٨).
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٧٢٢) وابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق (٩٤) وحسنه الألباني.
(٤) أخرجه أحمد كما في العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه عبد الله (٥٦٣٧) وابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق (١٢٦)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (١٠١٥)، والطبري في تفسيره (١/ ٣٥٧/ ط هجر).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١٣٦٣) وابن الجعد في مسنده (٢٥٢) -وعنه ابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق (١٠٦) - والطبري في تفسيره (١/ ٣٥٧/ ط هجر) وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٣/ ٢٨٤) والبيهقي في السنن الكبرى ت التركي (٦٥٥١)
(٦) الأم للشافعي (٢/ ٥٥٨/ ط الوفاء)

<<  <  ج: ص:  >  >>