للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصنافٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه:

وهناك أصنافٌ يُظِلُّهم الله في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه. ومنهم سبعة ذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» (١).

وينادي الله سبحانه يوم القيامة: «أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالي؟! الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي» (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ» (٣)

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٤).

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن كمال ما يُستمتع به من الطيبات في الآخرة بحسب كمال ما قابله من الأعمال في الدنيا، ثم قال: وَمِنْهَا: اسْتِظْلَالُهُ بِظِلِّ الْعَرْشِ أَوْ ضِحَاؤُهُ لِلْحَرِّ وَالشَّمْسِ إِنْ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْخَالِصَةِ وَالْإِيمَانِ مَا يُظِلُّهُ فِي هَذِهِ الدَّارِ مِنْ حَرِّ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي وَالظُّلْمِ اسْتَظَلَّ هُنَاكَ فِي ظِلِّ أَعْمَالِهِ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ. وَإِنْ كَانَ ضَاحِيًا هُنَا لِلْمَنَاهِي وَالْمُخَالَفَاتِ وَالْبِدَعِ وَالْفُجُورِ ضَحَى هُنَاكَ لِلْحَرِّ الشَّدِيدِ ا. هـ (٥)


(١) أخرجه البخاري (٦٦٠)، ومسلم (١٠٣١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٦٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) المرجع السابق (٣٠٠٦) من حديث أبي اليسر -رضي الله عنه-.
(٤) أخرجه أحمد (٢٢٥٥٩) من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-.
(٥) اجتماع الجيوش الإسلامية (٢/ ٨٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>