للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس السادس (١)

الشعبة الأولى من شعب الإيمان: الإيمان بالله

[تعداد العلماء لشعب الإيمان]

مرَّ معنا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وأرضاه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الْإِيَمانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ» وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: «بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً». ورواه مسلم أيضًا بلفظ: «الْإِيَمانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أو بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» (٢).

وهذا الحديث ساق الكثيرَ من العلماء إلى أن يجتهدوا في تعداد هذه الشعب.

وقد تقدم معنا أنَّ العلماء ذكروا أنه لا يشترط تعدادها والوقوف عليها على جهة التفصيل، وأنَّ من اجتهد من العلماء، فعدَّها، وذكرها فإنما ذلك مبني عن اجتهاد منه، والواجب على المسلم هو أن يؤمن بالله -سبحانه وتعالى- وأن يجتهد في الأعمال الصالحات، وأن يعلم أنَّ الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

وسنسير على ترتيب الإمام البيهقي في كتابه، وقد ذَكَرَ في أول شعب الإيمان: شعبة الإيمان بالله -جل وعلا-.

[الشعبة الأولى الإيمان بالله]

وهذه الشعبة هي أعلى شعب الإيمان، وهي داخلة في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث:

«فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» وجاء في رواية: «أَعْلَاها شَهَادةُ أن لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ» (٣).

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئِل: أيُّ الأعمال أفضل؟

فقال: «إيمانٌ باللهِ ورسولِهِ» (٤).


(١) كان في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر شعبان ١٤٤١ هـ.
(٢) تقدم تخريج هذا الحديث برواياته المختلفة في المجلس الأول.
(٣) ابن حبان (١٩١).
(٤) البخاري (١٥١٩) واللفظ له، ومسلم (٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>