وعن مصعب بن سعد، قال: سألتُ أبي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣)} [الكهف] هم الحرورية؟ قال:"لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وأما النصارى فكفروا بالجنة، وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب"(١)
فهؤلاء يظنون أنهم هم أهل الجنة وأنهم هم أهل الهدى: كما قال الله: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} فقال الله: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة] … الآية
ومن حسراتهم يوم القيامة أنهم إذا دخلوا النار حصلت بينهم الخصومة. فالخصومة لهم كما قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧)} [الزخرف]