للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الحَوْضَ» (١)

وفي المسند عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ -رضي الله عنه-: «أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟، قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ - أَوْ قَالَ: بُرْهَانٌ - يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ، أَوْلَى بِهِ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا» (٢)

فهذا إخبار من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الظلمة وأعوانهم لا يَرِدُونَ الحوض.

نسأل الله -جل وعلا- أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من أولئك الذين يردون حوضه -صلى الله عليه وسلم- فينالون شربة من حوضه لا يظمؤون بعدها أبدًا.

[لقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الحوض]

وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصبر عند حصول الأثرة وقال: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ». وذلك في أحاديث كثيرة -تقدم ذكرها- ومنها:

حديث أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ -رضي الله عنهم-، -في الصحيحين- أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: «سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ»

وفي صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأَنْصَارَ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكْتُبَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ قُرَيْشٍ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: «ذَاكَ لَهُمْ مَا


(١) أخرجه الترمذي (٢٢٥٩) والنسائي (٤٢٠٧) وأحمد (١٨١٢٦) والزيادة منه وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب. وصححه الشيخ مقبل في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٤١)
(٢) مسند أحمد (١٤٤٤١) وصححه ابن حبان (١٧٢٣، ٤٥١٤) والحاكم (٢٦٥، ٨٣٠٢) وحسنه الشيخ مقبل في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (٨٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>