للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كل نفس بما كسبت رهينة]

وقال الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)} [المدثر: ٣٨] أي: مرتهنة فينشغل الإنسان بنفسه

{لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣)} [الممتحنة: ٣]

ويقول الله: {الْأَخِلَّاءُ} أي الأحباء المتوادُّون في الدنيا: {يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧)} [الزخرف: ٦٧]

قال الله عقب ذلك مباشرة: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨)} [الزخرف: ٦٨] وهذا خطاب لأهل الإيمان.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لقومه: «يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ بنِ العَوّامِ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ، يا فاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيا أنْفُسَكُما مِنَ اللَّهِ لا أمْلِكُ لَكُما مِنَ اللَّهِ شيئًا، سَلانِي مِنْ مالِي ما شِئْتُما» (١).

إنه ذلك اليوم الذي يفزع فيه العصاة والمجرمون والكفار، ويأمن من أمَّنَه اللهُ بتوحيده وإيمانه.

هذه جملةٌ مما يقع من الأهوال في يوم القيامة،

وللحديث بقيةٌ إن شاء الله في المجلس القادم، والله تعالى أعلم،

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.


(١) أخرجه البخاري (٣٥٢٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>