للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملائكة كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلاَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ» (١).

[دعاء الملائكة لمن ينفق ويتصدق ودعاؤهم على الممسك]

كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» (٢).

وفي المسند عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا» (٣)

الملائكة تدعو للمؤمن بظهر الغيب وتأمِّن على دعائه لأخيه بظهر الغيب:

إذا دعا المؤمن لأخيه المؤمن فإن الملائكة تُؤَمِّنُ على دعائه وتدعو له، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ: الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» (٤).

[دعاء الملائكة مستجاب]

ومعنى ذلك أنها دعوة مستجابة؛ فإن الملائكة تُؤمِّن على الخير، وتُؤمِّن على الأمر


(١) رواه ابن ماجه (٩٠٧) وأحمد (١٥٦٨٠) من حديث عامر بن ربيعة -رضي الله عنه-. وهو في صحيح الترغيب (١٦٦٩).
(٢) صحيح البخاري (١٤٤٢) وصحيح مسلم (١٠١٠).
(٣) مسند أحمد (٢١٧٢١) وصححه ابن حبان (٦٨٦، ٣٣٢٩) والحاكم (٣٦٦٢) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٤٤٣) وقال على شرط مسلم ا. هـ والصواب أنه حديث حسن وليس على شرط مسلم فالحديث من رواية قتادة، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء. وخليد روى له مسلم حديثا واحدا متابعة من رواية أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي عنه عن الأحنف. وخليد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات وحديثه هذا يشهد له ما قبله.
(٤) صحيح مسلم (٢٧٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>