للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو طالب المكي -رحمه الله-: وقد كان من أصحاب رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من لا يحفظ إلا الجزء والجزأين والسور المعدودة وسورتين وكان من يحفظ الحزب منه وهو السبع أو البقرة والأنعام عَلَماً فيهم، وقبض رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- عن عشرين ألف صحابي لم يقرؤوا القرآن غير نظر فلم يحفظ القرآن كلَّه منهم إلا ستة اختلف منهم في اثنين، وقال بعضهم: ولم يكن جمعه من الخلفاء الأربعة أحد، وختم ابن عباس -رضي الله عنهما- على أُبَيِّ بن كعب -رضي الله عنه- وقرأ عبدُ الرحمن بن عوف على ابنِ عباس -رضي الله عنهما- وقرأ عثمانُ بن عفان -رضي الله عنه- على زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وقرأ أهل الصفة على أبي هريرة -رضي الله عنه-، وكلهم كان متبعاً لأوامره مجتنباً لزواجره عالماً به فقيهاً فيه ا. هـ (١)

هكذا كان السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، تلقَّوا القرآن والسنة، وتلقَّوا ما في ذلك من العلم والعمل.

وذلكم-عبادَ اللهِ-هو التدبر الذي أمرنا الله -جل وعلا- به.

مزيد من الآيات في الحثِّ على تدبر القرآن:

ويقول ربنا -سبحانه وتعالى-: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد].

ويقول في موضع آخر: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} [النساء].


(١) قوت القلوب (١/ ١٠٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>