للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس السادس والثلاثون (١) الإيمان بالجنة والنار:

قال البيهقي: التاسع من شعب الإيمان "وهو باب في أن دار المؤمنين ومآبهم الجنة، ودار الكافرين ومآبهم النار" (٢)

وبعد أن يفصل الله -عز وجل- بين عباده يكون الناس يوم القيامة على فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير، وحينئذ يدخل أهل الجنةِ الجنةَ، ويدخل أهل النارِ النارَ.

والإيمان بالجنة والنار من الإيمان باليوم الآخر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ» (٣).

وفي رواية أخرى يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» (٤).

فدلَّ هذا على وجوب الإيمان بالجنة والنار، وأنهما مخلوقتان موجودتان الآن، وقد جاءت في السنة الأخبارُ الكثيرةُ عن صفة الجنة وصفة النار،

وسنتحدث في هذا المجلس عمَّا أعدَّ الله -عز وجل- لأوليائه في الجنة، ثم نردف ذلك بذكر ما أعدَّ الله -عز وجل- لأعدائه في النار.


(١) كان في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر شوال من عام ١٤٤١ هـ.
(٢) شعب الإيمان (١/ ٥٦٠).
(٣) أخرجه البخاري (٣٤٣٥) واللفظ له، ومسلم (٢٨) من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-.
(٤) أخرجه البخاري (٣٤٣٥) أخرجه مسلم (٢٨) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>