[من أدلة الإيمان بالبعث والنشور]
الإيمان بالمعاد بيَّنه القرآن وبيَّنته سنةُ النبي العدنان -عليه الصلاة والسلام- وجاءت الدلالة عليه دلالة قاطعة بينة. ولذا فإن أصحاب الإلحاد الذين ينكرون وجود الله ومن ثَمَّ ينكرون البعث والجزاء والنشور، ويرون أنه ليس ثمة يوم آخر هؤلاء كالذي يغطي الشمس بيده، ويريد أن يزيح نور الشمس بيده؛ لأن القرآن الكريم جاءت فيه الأدلة متنوعة للدلالة على هذا الأمر العظيم وهو بعث الناس بعد الموت من قبورهم.
[الإخبار بوقوع الساعة وقربها]
فمن ذلك أن الله أخبر بوقوع يوم القيامة، وهذا الإخبار جاء متنوِّعًا.
فمن ذلك أن الله يقول: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: ١٥].
وقال تعالى: {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥)} [الحجر].
وقال سبحانه: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} [الأنعام: ١٣٤] وغير ذلك من الأدلة.
إذًا هذا النوع الأول وهو إخبار الله سبحانه إخبارًا مؤكَّدًا بأن الساعة آتية، وأنه لا بُدَّ أن يُبعَث الناسُ من قبورهم.
القسم من الله تعالى بقيام الساعة ومن أصدق من الله حديثًا:
وفي مواضع يقسم الله تعالى على ذلك، كما قال -جل وعلا-:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النساء: ٨٧].
فقولُه سبحانه: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} اللام هنا يُسمِّيها العلماء بلام القسم أي: والله ليجمعنكم الله فهي لام القسم (١).
ويقول: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (٣) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤)} فهذه أربعة أقسام جوابها: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (٦)} [الذاريات].
(١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/ ٢٣٢) ومشكل إعراب القرآن لمكي (١/ ٢٤٦)