للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (١)

[شفاعة الملائكة يوم القيامة]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا؟»، قُلْنَا: لَا، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ، إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا» … فذكر الحديث ثم قال: فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلَائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ، … الحديث (٢)

[شفاعة الملائكة للمؤمن الذي يحمد الله في السراء]

وصح عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ -رضي الله عنه- أنه قَالَ: «إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَيَحْمَدُهُ فِي الرَّخَاءِ فَأَصَابَهُ ضُرٌّ فَدَعَا اللَّهَ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ مِنِ امْرِئٍ ضَعِيفٍ. قَالَ: فَتَسْتَغْفِرُ لَهُ. قَالَ: وَإِذَا كَانَ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَلَا يَحْمَدُهُ فِي الرَّخَاءِ فَأَصَابَهُ ضُرٌّ فَدَعَا اللَّهَ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: صَوْتٌ مُنْكَرٌ» (٣)

وقد روى يَزِيدُ الرَّقَاشِيَّ، عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قال وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ أَنَسًا، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ يُونُسَ -عليه السلام- حِينَ دعا اللَّهَ بِهذه الْكَلِمَاتِ أَقْبَلَتِ الدَّعْوَةُ نَحْوَ الْعَرْشِ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبُّ، هَذَا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِلَادٍ غَرِيبَةٍ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَمَا تَعْرِفُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: يَا رَبُّ، وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: ذَاكَ عَبْدِي يُونُسُ، قَالُوا: عَبْدُكَ يُونُسُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ وَدَعْوَةٌ مُجَابَةٌ؟ قَالُوا: يَا رَبُّ، أَفَلَا تَرْحَمُ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيهِ مِنَ الْبَلَاءِ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ الْحُوتَ فَطَرَحَهُ بِالْعَرَاءِ» (٤)


(١) جامع الترمذي (٣٧٨١) ومسند أحمد (٢٣٣٢٩) ورواه النسائي في الكبرى (٨٢٤٠) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٧٩٦) وشيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١٩١)
(٢) صحيح البخاري (٧٤٣٩) وصحيح مسلم (١٨٣).
(٣) رواه محمد بن فضيل الضبي في الدعاء (٨٥) -وعنه ابن أبي شيبة (٢٩٤٨٠) - ورواه البيهقي في الشعب (١١٠٠).
(٤) رواه عبد الرزاق (٢٥٥٨) والطبري (١٩/ ٦٢٨) وابن أبي حاتم في (١٣٧١٠، ١٨٢٨١) في تفاسيرهم، وابن أبي الدنيا في «الفرج بعد الشدة» (ص ٤٦) والطبراني في الدعاء (٤٧) والتنوخي في «الفرج بعد الشدة» (١/ ٩٢). وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه البزار (٨٢٢٧) والطبري في تفسيره (١٦/ ٣٨٤) وفي تاريخه (٢/ ١٦) وفي سنده ضعف وإبهام. وحسنه الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (٢/ ٢٣ ت التركي) فقال: يزيد الرقاشي ضعيف، ولكن يتقوى بحديث أبي هريرة المتقدم، كما يتقوى ذاك بهذا. والله أعلم ا. هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>