للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- في قول الله -جل وعلا-: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩)} [النمل] قال: "من جاء بـ (لا إله إلا الله) " (١).

وكذلك جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- (٢) وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -رضي الله عنهم- (٣).

وقال ابن جرير: " {مَنْ جَاءَ} الله بتوحيده والإيمان به، وقول لا إله إلا الله موقنًا به قلبُه {فَلَهُ} من هذه الحسنة عند الله {خَيْرٌ} يوم القيامة، وذلك الخير أن يثيبه الله {مِنْهَا} الجنة، ويؤمِّنَه {مِنْ فَزَعٍ} الصيحة الكبرى، وهي النفخ في الصور" (٤).

[هي النعمة العظيمة]

قال العلماء أيضًا: وهي النعمة العظيمة التي امتنَّ الله بها على عباده في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: ٢٠]. وقرئ: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (٥). قال مجاهد في تفسيرها: "لا


(١) أخرجه ابن جرير الطبري (١٤٣٣١، ١٤٣٣٢، ١٤٣٣٣) وابن أبي حاتم (٨١٦٥، ١٦٦٤٤، ١٧١٨٩). والطبراني في الدعاء (١٥٠٢، ١٥٠٣) وأبو نعيم في الحلية (ترجمة عبد الرحمن بن مهدي) والحاكم في المستدرك (٣٥٢٨)، وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (٢٠٣) وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (٤٦٩) بسند حسن عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود وهو منقطع.
(٢) أخرجه الطبراني في الدعاء (١٥٠٧) قال: حَدَّثَنَا فضيل بن محمد الملطي، حَدَّثَنَا أبو نعيم، حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب البجلي، حَدَّثَنَا أبو زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة به. ورجاله ثقات سوى شيخ الطبراني: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. لكن تابعه إسحاق بن راهويه فرواه في مسنده (١٩٢) عن أبي نعيم به. ورواه الحسين المحاملي في أماليه (٤٥٨) قال: ثنا علي بن سهل بن المغيرة حدثنا أبو نعيم به.
(٣) أخرجه الطبري (١٤٣٤٩). والطبراني في الدعاء (١٥٠٥) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٠٦)
(٤) تفسير الطبري (١٩/ ٥٠٧).
(٥) {نِعَمَه} قرأها نافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بفتح العين وهاء مضمومة غير منونة، جمع {نِعْمة} كسِدْرة، والباقون بسكون العين وتاء منونة، اسم جنس يراد الجمع، انظر: إتحاف فضلاء البشر (ص ٤٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>