للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: الإيمان باسم من علمنا اسمه منهم.

وثالثًا: الإيمان بأفعالهم.

ورابعًا: الإيمان بصفاتهم" (١).

من صفات الملائكة أنهم خُلِقوا من نور:

في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» (٢).

وجاء عن بعض السلف الكلامُ في مادة هذا النور، والسلامة ترك الخوض في هذا إذ لم يصح في ذلك شي عن النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم-.

قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: … هذا كله من الإسرائيليات التي لا يجوز الأخذ بها، لأنها لم ترد عن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- ا. هـ (٣)

تقدُّمِ خَلْقِ الملائكة على البشر:

وجاء في كتاب الله ما يُبيِّن أنَّ الله -جل وعلا- خَلَقَهم قبل خلق الناس كما قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠] والخليفة المقصود به آدم -عليها السلام-، فدَلَّت الآية على أنَّ الله -جل وعلا- خلقهم قبل خلق الجن والإنس.

[رؤية الملائكة]

والملائكة خَلْقٌ خلقهم الله تعالى من نور، ولا يستطيع العباد رؤيتهم؛ ولذلك لم يَرَ الملائكة في صورهم الحقيقية من هذه الأمة إلا رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه رأى جبرائيل مرَّتَيْنِ في صورته التي خلقه الله عليها كما سيأتي. ودلَّت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة إذا تمثلوا في صور البشر كما سيأتي معنا.

عِظَمُ خلق الملائكة:

جاءت النصوص أيضًا ببيان عظم خلقهم، فقال الله -عز وجل- في ملائكة النار: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ


(١) مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (٥/ ١١٦ - ١١٩).
(٢) مسلم (٢٩٩٦).
(٣) سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>