للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس الثالث عشر (١)

المعجزات والآيات البينات للرسل والأنبياء:

اختصَّ الله -تعالى- الأنبياء والمرسلين بالآيات البينات والأمور المعجزات؛ فإن الله بعث أنبياءه ورسله إلى الناس يدعونهم إلى التقوى وإلى التوحيد وإفراد الله -جل وعلا- بالعبادة، وقالوا للناس كما أخبر الله عن نوح وغيره من الأنبياء أنه قال لقومه: {أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨)} [الشعراء]. وبهذا خاطب رسلُ الله: هودٌ وصالحٌ وشعيبٌ ولوطٌ وغيرُهم من الأنبياء -عليهم السلام- أقوامَهم بإخبارهم أنهم رسلٌ من عند الله. وقد جعل الله -جل وعلا- للأنبياء والرسل آياتٍ بيَّنات تدُلُّ على صدقهم كما قال سبحانه: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} [الحديد: ٢٥] يعني: بالدلائل والبينات التي تدل على صدقهم.

ويُسمِّي العلماء هذه الآيات بالمعجزات، ويُسمِّيها بعضُ أهل العلم بالآيات، وتَسْمِيَتُها بالآيات هو الذي جرى عليه كثيرٌ من السلف؛ فإنهم لم يكونوا يُفرِّقون في التعريف بين الآيات والمعجزات.

[تعريف المعجزة]

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: اسم المعجزة يعُمُّ كلَّ خارق للعادة في اللغة وعرفِ الأئمة المتقدمين: كالإمام أحمد بن حنبل وغيرهم -ويسمونها الآيات- لكن كثيرًا من المتأخرين يُفرِّق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي، وجماعهما الأمر الخارق للعادة (٢).

فهذا النص لشيخ الإسلام -رحمه الله- يذكر فيه أن السلف -رحمهم الله- تعالى لم يكونوا يُفرِّقون بين الآية والمعجزة والكرامة وغير ذلك، وإنما كانوا يُسمُّون الجميع بالآية،


(١) كان في يوم الخميس السابع من شهر رمضان ١٤٤١ هـ.
(٢) مجموع الفتاوى (١١/ ٣١٢، ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>